printlogo


رقم الخبر: 223624تاریخ: 1401/12/8 00:00
الغرب یواصل التصعید فی أوکرانیا حتى آخر أوکرانی

الوفاق- بعد مرور عام على الحرب فی أوکرانیا والتی یتعتبر بلا منازع الصراع الأشد تخریبا الذی تشهده أوروبا منذ عام 1945. ولکن فی حین یرى کثیرون فی الغرب حربا من اختیار الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین، فإنه یقول إن القرار الذی اتخذه حلف شمال الأطلسی (الناتو) فی عام 2008 لصالح عضویة أوکرانیا المحتملة جَـلَـبَ إلى حدود روسیا تهدیدا وجودیا، وهو ماحذرت منه روسیا مراراً إلاّ أن تحذیراتها لم تلق آذاناً صاغیة وهو ما وصل بالأمور الى هذا الحدّ المؤسف.
فی ضوء التصعید الغربی الأخیر والذی تمثّل بتقدیم المزید من الدعم لأوکرانیا فی حربها ضد روسیا، أعلن الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین أن للغرب هدفا واحدا، وهو القضاء على بلاده، قائلا إن "خططه لتقسیم روسیا موثقة على الورق".
وأضاف بوتین -فی تصریحات لقناة روسیة بثت الأحد- أن حلف شمال الأطلسی (الناتو) شریک غیر مباشر فی ما سماها الجرائم التی ارتکبتها کییف. وأکد أن على بلاده أن تأخذ فی الاعتبار القدرات النوویة للحلف.
وعود تصعیدیة 
وکان قد قطع مسؤولون کبار من دول أوروبیة وأمریکیة العدید من الوعود وأطلقوا العدید من المزاعم حول دعم أوکرانیا الأسبوع الماضی، عشیة ذکرى مرور السنة الأولى من الحرب فی أوکرانیا، فی حین أن هذا البلد .
یمکن رؤیة ذروة ما یسمى بمقاربات الدعم فی اجتماع میونیخ الأمنی ​، حیث أعلن أشخاص من قبیل إیمانویل ماکرون وریشی سوناک وأولاف شولتز وکامالا هاریس وجینس ستولتنبرغ وجوزیف بوریل إلخ، عن تکثیف إرسال شحنات الأسلحة إلى أوکرانیا. وزعموا عبر ذراعهم الإعلامیة أنهم مستعدون لإرسال أکثر الأسلحة فتکا إلى أوکرانیا، ووعدوا بإرسال مدافع ودبابات فی الأشهر المقبلة، وربما یفکرون فی تسلیم طائرات مقاتلة إلى أوکرانیا، وطالبوا کییف بالوقوف بمزید من الصمود أمام تعدی روسیا على أوروبا والقیم الغربیة.
الأوکرانیون مرتزقة الغرب
لقد تبنى رؤساء أوروبا وأمریکا مبادرات الدعم الظاهرة هذه، بینما فی وسط فورة الدم التی اعترتهم، کان جزء من کلمات بوریل بالطبع مصحوبة برقابة وتهمیش من قبل وسائل الإعلام الغربیة.
حیث قال مسؤول السیاسة الخارجیة بالاتحاد الأوروبی، الأحد المنصرم فی مؤتمر میونیخ للأمن: "أوکرانیا عضو فی الأسرة الأوروبیة، لکن العضویة فی الاتحاد الأوروبی تتطلب خطوات وشروطًا، ولا ینبغی توقع أن یحدث هذا بین عشیة وضحاها ودون قید أو شرط.".
یمکن رؤیة الحلقة الإضافیة من کلمات بوریل فی موقف الأمین العام لحلف الناتو ستولتنبرغ، الذی قال أیضاً فی اجتماع میونیخ الأمنی: یمکن لأوکرانیا فقط أن تصبح عضوًا فی الناتو مع وحدة أراضی کاملة، لأنه بدون هذا الشرط، لا توجد طریقة لإجراء محادثات مستقبلیة حول عضویة أوکرانیا فی هذا التحالف العسکری. تأتی هذه الکلمات من کبار المسؤولین فی أوروبا وحلف شمال الأطلسی بینما قامت کل من أمریکا وأدواتها الأوروبیة خلال العام الماضی بأخذ أرواح وممتلکات شعب أوکرانیا کرهائن باستخدام أوهام وتصورات فنان کومیدی لا یعرف الفرق بین مرحلة العرض وساحة المعرکة الحقیقیة.
مستنقع لطموحات الغرب
فی حین رمى قادة أوروبا وأمریکا شعب أوکرانیا فی مستنقع طموحاتهم وما زالوا یفاقمون خسائرهم المالیة والبشریة کل یوم، فهم غیر مستعدین لدفع أقل ثمن لهذه التکلفة، وهو قبول عضویة أوکرانیا فی الاتحاد الأوروبی وحلف شمال الأطلسی، فهم ینظرون إلى شعب أوکرانیا على أنهم بیادق ومرتزقة یجب أن یضحوا بأرواحهم من أجل مصالح الغرب مقابل لا شیء.
وجهة النظر المرتزقة هذه تکررت لیس فقط من قبل بوریل وستولتنبرغ ولکن أیضا من قبل مسؤولین غربیین آخرین، کما قال المستشار الألمانی أولاف شولتز: إن الانضمام المبکر والمتسرع لدولة مثل أوکرانیا إلى الاتحاد الأوروبی، بالنسبة لدول غرب البلقان الأخرى کما یتطلعون إلى الانضمام إلى هذا الاتحاد، أمر غیر عادل.
رغم إغراقها فی الدماء إلاّ أنها منبوذة
وردا على سؤال حول مساعی أوکرانیا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبی قال: لا یوجد طریق مختصر للانضمام إلى الاتحاد الأوروبی. عملیة الانضمام لیست مسألة شهور أو سنوات.
کما قالت رئیسة الوزراء الفرنسیة إلیزابیث بورن عن عضویة أوکرانیا فی الاتحاد الأوروبی: إن دخول أوکرانیا السریع إلى الاتحاد الأوروبی لن یفید الاتحاد الأوروبی وأوکرانیا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجیة الفرنسیة، آنا کلیر لیجیندر: إن انضمام أوکرانیا إلى معاهدة شمال الأطلسی لیس قید المناقشة حالیا.
مجمل هذه السلوکیات من جانب السلطات الغربیة یظهر حقیقة أن حدیقة الغرب المزعومة لیست فقط أساس السعادة واجتیاز المشاکل، إنما نهایة الثقة بالغرب تتجه نحو سراب سیکون فی سیفضی فی نهایة المطاف الى مستنقع ممیت.
حرب الغرب الأداتیة
الیوم مضى عام على إنفاق أموال وأرواح الشعب الأوکرانی فی حرب الغرب الأداتیة، ونتیجة ارتباطهم بوعود الغرب الکاذبة التی خرجت من فم مهرج مثل زیلینسکی، لم یشاهد الشعب الاوکرانی سوى الخراب والدمار.
الملایین من الأوکرانیین محرومون من أبسط الخدمات مثل الکهرباء والطعام فی خضم البرد والحرب، بینما یزید الغرب من معاناتهم ویؤدی إلى تفاقم مشاکلهم کل یوم بإرسال السلاح بدلاً من تشجیع السلام والمفاوضات.
هذا هو نفس السیناریو الذی تسبب فی کارثة البلقان، واحتلال أفغانستان والعراق وتدمیر سوریا ولیبیا، وما إلى ذلک، وقد مضى عام الآن على فرض کارثة کبیرة على الشعب الأوکرانی.
الیوم یذوق الشعب الأوکرانی ویلات الحرب الطاحنة والخداع والمواربة من قبل الغربیین الذین خلطوا المسرح والتمثیل بالعالم الحقیقی وتصرفوا على أساس أوهام خاویة، بینما لا یظهر منقذ الغرب إلا فی أفلام هولیوود والروایات.

Page Generated in 4.8896 sec